فصل: الكلام على البسملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو حيان:

{وسيجزي الله الشاكرين} وعد عظيم بالجزاء.
وجاء بالسين التي هي في قول بعضهم: قرينة التفسير في الاستقبال، أي: لا يتأخر جزاء الله إياهم عنهم. اهـ.

.قال القرطبي:

في تغيير الحال بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، عن أنس قال: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كلّ شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كلّ شيء، وما نَفَضْنا عن النبيّ صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.
أخرجه ابن ماجه، وقال: حدّثنا محمد بن بشّار أخبرنا عبد الرحمن بن مهديّ حدّثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كنا نتّقِي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافةَ أن ينزل فينا القرآن، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تَكلّمنا.
وأسند عن أُم سلمَة بنت أبي أُمية زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم (أنها قالت): كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام المُصَلِّي (يصلي) لم يَعْدُ بصرُ أحدهم موضع قدميْه، فلما تُوفّي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر، فكان الناس إذا قام أحدهُم يصلي لم يَعْدُ بصر أحدهم موضع جبينه، فتوفى أبو بكر وكان عمر، فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعْدُ بصر أحدهم موضع القبلة، فكان عثمان بن عفان فكانت الفتنة فتلفت الناس في الصلاة يمينًا وشمالًا. اهـ.

.موعظة:

.قال ابن الجوزي:

.المجلس السابع والعشرون في قصة نبينا صلى الله عليه وسلم في ابتداء أمره:

الحمد لله قاهر المتجبر ومذله ورافع المتواضع ومجله القريب من عبده فهو أقرب من ظله وهو عند المنكسر لا جله حال ذله لا يعزب عن سمعه وقع القطر في أضعف طله ولا بغام ظبي البر وكشيش صله ولا يغيب عن بصره في الدجى دبيب نمله رفع من شاء بإعزازه كما حط من شاء بذله اختار محمدًا من الخلق فكأن الكل خلقوا من أجله (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) أحمده على أجل الإنعام وأقله وأشهد بوحدانيته شهادة مصدق قوله بفعله وأن محمدًا عبده ورسوله أرسله لنقض الكفر وحله فقام معجزه ينادي (فائتوا بسورة من مثله) صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر الصديق واصل حبله وعلى عمر الذي كان يفرق الشيطان من ظله وعلى عثمان مجهز جيس العسرة وعاقد شمله وعلى علي أخيه وابن عمه ومقدم أهله وعلى عمه العباس صنو أبيه وأصله اللهم يا من جميع الخلائق مفتقرون إلى فضله يا منعمًا بالجزيل على من ليس من أهله سامح كلا منا في جده وهزله وارزقنا إقدام شجاع ولي العدو وجمعه ولم يوله وارحمنا يوم يذهل كل خليل عن خله وانفعني والحاضرين بما اجتمعنا لأجله قال الله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى} اعلموا أن نبينا صلى الله عليه وسلم المصطفى على الخلق كلهم صان الله أباه من زلة الزنا.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أنبأنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد ابن عمر الأسلمي أنبأنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهل عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح قال علماء السير لما حملت به آمنة قالت ما وجدت له ثقلًا وكانت ولادته يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول وقال بعضهم لعشر خلون منه فلما ظهر خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب وتوفي أبوه وهو حمل فخلف له خمسة أجمال وقطعة غنم وأم أيمن كانت تحضنه وماتت أمه وهو ابن ست سنين وكفله جده عبد المطلب ومات وهو ابن ثمان سنين وأوصى به أبا طالب وكان يسمى في صغره الأمين وكانت آيات النبوة تظهر عليه قبل النبوة فكان يرى النور والضوء ولا يمر بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله وقال إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن ثم رميت الشياطين بالشهب لمبعثه فأما نسبه صلى الله عليه وسلم فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة من مدركة ابن إلياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن حمل بن النبت ابن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام واسمه صلى الله عليه وسلم محمد وأحمد والحاشر والمقفي والماحي والخاتم والعاقب ونبي الرحمة ونبي التوبة ونبي الملاحم والشاهد والبشير والنذير والضحوك والقتال والمتوكل والفاتح والأمين والمصطفى والرسول والأمي والقثم فالحاشر الذي يحشر الناس وهو يقدمهم والمقفي آخر الأنبياء وكذلك العاقب والملاحم الحروب والضحوك اسمه في التوراة وذلك أنه صلى الله عليه وسلم كان طيب النفس فكهًا والقثم من القثم وهو الإعطاء وكان أجود الناس فأما صفته صلى الله عليه وسلم فإنه كان ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون أشعر أدعج العينين أجرد ذو مسربة وكان أجود الناس وأصدقهم لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أيامًا ثم قدمت حليمة فأكملت رضاعته تزوجته خديجة وله خمس وعشرون سنة فأتت منه بزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة والقاسم والطاهر والطيب وقيل ولدت له عبد الله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب وولدت مارية إبراهيم وبعث لأربعين سنة فنزل الملك عليه بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان وكان إذا نزل عليه كرب له وتربد وجهه وعرق جبينه ورميت الشياطين بعد عشرين يومًا من مبعثه وبقي ثلاث سنين يستتر بالنبوة ثم نزل عليه {فاصدع بما تؤمر} فأعلن الدعاء ولقي الشدائد من قومه وهو صابر وأمر أصحابه أن يخرجوا إلى أرض الحبشة فخرجوا وفي الصحيحين أنه كان يصلي وسلا جزور قريب منه فأخذه عقبة ابن أبي معيط فألقاه على ظهره فلم يزل ساجدًا حتى جاءت فاطمة فأخذته عن ظهره فقال حينئذ اللهم عليك بالملأ من قريش وفي أفراد البخاري أن عقبة بن أبي معيط أخذ يومًا بمنكبه ولوى ثوبه في عنقه فخنقه به خنقًا شديدًا فجاء أبو بكر فدفعه عنه وقال أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله فلما مات أبو طالب وماتت خديجة بعده خرج إلى الطائف وعاد إلى مكة وكان في كل موسم يخرج فيعرض نفسه على القبائل ويقول من يؤويني من ينصرني فإن قريشًا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ثم أسري به في سنة ثنتي عشرة من النبوة وبايعه أهل العقبة وتسلل أصحابه إلى المدينة ثم خرج هو وأبو بكر إلى الغار فأقاما فيه ثلاثًا وعمي أمرهم على قريش ثم دخل المدينة فتلقاه أهلها بالرحب والسعة فبنى مسجده ومنزله وغزا سبعًا وعشرين غزاة قاتل منها في تسع بدر وأحد والمريسيع والخندق وقريظة وخيبر والفتح وحنين والطائف وبعث ستًا وخمسين سرية وما زال يلطف بالخلق ويريهم المعجزات فانشق له القمر ونبع الماء من بين أصابعه وحن إليه الجذع وأخبر بالغايبات فكان كما قال وفضل على الأنبياء فصلى بهم في ليلة المعراج وهو المتقدم عليهم يوم الشفاعة أنبأنا عبد الأول أنبأنا الداودي حدثنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا محمد بن سنان حدثنا هشيم أنبأنا سيار عن يزيد الفقير أنبأنا جابر ابن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الناس كافة أخرجاه في الصحيحين وفي أفراد مسلم من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا أول الناس يشفع يوم القيامة وأنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة وفي أفراده من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع أنبأنا الكروخي أنبأنا أبو عامر الأزدي وأبو بكر الغورجي أنبأنا الجراحي حدثنا المحبوبي حدثنا الترمذي حدثنا الحسين بن يزيد الكوفي حدثنا عبد السلام ابن حرب عن ليث بن الربيع عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا لواء الحمد بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر قال ابن الأنباري أراد لا أتبجح بهذه الأوصاف لكن أقولها شكرًا ومنبها على إنعام ربي علي.
وفي حديث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني أخبرنا ابن الحصين أنبأنا ابن المذهب أنبأنا القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل ابتنى بيوتًا فأحسنها وأكملها وأجملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها فجعل الناس يطوفون ويعجبهم البنيان فيقولون ألا وضعت هاهنا لبنة فيتم بنيانك فكنت أنا اللبنة أخرجاه في الصحيحين وفيهما من حديث عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتفطر قدماه قالت وكان ضجاعه الذي كان ينام عليه في الليل من أدم محشوًا ليفًا وفيهما من حديث أبي هريرة قال ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيامًا تباعًا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا وفي أفراد مسلم من حديث عمر رضي الله عنه قال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا يملأ به بطنه أخبرنا محمد بن عبد الباقي أنبأنا الجوهري أنبأنا ابن حيويه أنبأنا ابن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد أنبأنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو هاشم صاحب الزعفران عن محمد بن عبد الله أن أنس بن مالك حدثه أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذه الكسرة قالت قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك منه بهذه الكسرة فقال أما أنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام.
أخبرنا هبة الله بن محمد عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال أخرجت إلينا عائشة كساء ملبدًا وإزارًا غليظًا فقالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين أخرجاه في الصحيحين ما ضره من الدنيا ما فات وهو سيد الأحياء والأموات وفي أفراد مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا وفي حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن لله عز وجل ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام فالحمد لله الذي جعلنا من أمته وحشرنا الله على كتابه وسنته.

.الكلام على البسملة:

عجبت لحر النفس كيف يضام ** وحر يخاف العتب وهو ينام

وراض بأوساط الأمور تقاعدًا ** وفيه إلى غاياتهن قيام

يسمون عيشًا في الخمول سلامة ** وصحة أيام الخمول سقام

ويستبعدون الرزق طالت به يد ** إذا أسمن الأجسام وهو سمام

جزى الله خيرًا عارفًا بزمانه ** تجاربه قد شبن وهو غلام

دع الناس فيما أجمعوا بعض واحد ** فنقصك مما لا يعد تمام

ألا قرين عزم يبادر ألا خدين حزم يحاذر ألا شريف الهمة يأنف ألا متجاف عن الرذائل يتجانف.
إخواني الدنيا دار قلعة لا حصن قلعة فرحها يحول وترحها يطول لو صحت فكرة عشاقها في مقابح أخلاقها لرفضوها لعيوبها وهجروها لذنوبها ولكنهم لم ينظروا عيب عيبها ولم يعلموا خضاب شيبها:
تبت إلى خالقي أفر من الد ** نيا وإني بها لمغتر

تضحك لي خدعة لأتبعها ** وهي عن الموبقات تفتر

من نزل بساحة القناعة ذاق حلاوة الغنى من قرع بأنامل التفكر باب الحزن فتح له عن رياض الأنس مراعاة الأسرار من علامات التيقظ لكل باب مفتاح ومفتاح الحكمة طرد الهوى إخواني فيكم من يترك ما يهوى لما يأمل:
وحتم قسمة الأرزاق فينا ** وإن ضعف اليقين من القلوب

وكم من طالب رزقًا بعيدًا ** أتاه الرزق من أمر قريب

فأجمل في الطلاب وكن رفيقًا ** بنفسك في معالجة الخطوب

فما الإنسان إلا مثل شلو ** تواكله النوائب بالنيوب

فغربان المنية إن نعتها ** فليس بفائت رجم المشيب

قال أبو ذر لك في المال شركاء ثلاثة القدر لا يستأمرك أن يذهب بخير أو شر من هلاك أوموت والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقه وأنت ذميم وأنت الثالث فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكن قال علي بن عبيدة لولا لهب من الحرص ينشأ في القلوب لا يملك الاعتبار أطفأ توقده ما كان في الدنيا عوض من يوم يضيع فيها يمكن فيه العمل الصالح:
الرأي أخذك بالحزامة في الذي ** تبغي فقصرك ميتة وذهاب

غلب الفساد على العقول فكذبت ** صدق الأنام وصدق الكذاب

ضربوا الجماجم بالسيوف على الذي ** يفنى وطال عن الهوى الإضراب

وتغرنا آمالنا فنخالها ** ماء يموج وكلهن سراب

يا ناسيًا مهلًا عن قليل حادث حادث قلبك بما بين يديك حادث يا راحلًا وهو يظن أنه مقيم لابث يا نائمًا قد أزعجته المقلقات البواعث يا لاعبًا والليالي في سيره حثائث يا ساهيًا قد علقت به براثن الموت الضوابث يا معجبًا بزخارف في ضمنها الحوادث يا مقبلًا على سحار من الهوى نافث يا مخمورًا بالمنى الخمر أم الخبائث يا مطلوبًا بالجد وفعله فعل عابث يا حريصًا على المال ماله حظ وارث إياك والدنيا فإن حلفها حلف حانث لا تسمعن قولها فالعزم عزم ناكث:
قد أصبحت ونعاتها نعاتها ** وكذلك الدنيا تخيب سعاتها

كدارة أحزانها ضرارة ** أشجانها مرارة ساعاتها

فمتى ينبه من رقاد مهلك ** من قد أضر بعينه هجعاتها

من يغتبط بمعيشة وأمامه ** نوب تطيل عناءه فجعاتها

وإذا رجعت إلى النهى فذواهب الـ ** ـأيام غير مؤمل رجعاتها

أوما تفيق من الغرام بعارك ** مشهورة مع غيرنا وقعاتها

يا من عمره كلما زاد نقص يا من يأمن الموت وكم قد قنص يا مائلًا إلى الدنيا هل سلمت من نغص يا مفرطًا في الوقت هلا بادرت الفرص يا من إذا ارتقى في سلم الهدى فلاح له الهوى نكص من لك يوم الحشر إذا نشرت القصص ذنوبك كثيرة جمة ونفسك بغير الصلاح مهتمة وأنت في المعاصي إمام وأمة يا من إذا طلب في المتقين لم يوجد ثمة يا من سيلحق في مصرعه وإن أباه أباه وأمه متى تنقشع هذه الظلمة والغمة متى تنشق أكمة أكمه ذي كمه يا من قد أعماه الهوى ثم أصمه يا من لا يفرق بين المديح والمذمة يا من باع فرحه ثم اشترى غمه يا عقلًا خربًا يحتاج إلى مرمة:
يا آدمي أتدري ما منيت به ** أم دون ذهنك ستر ليس ينجاب

يوم ويوم ويفنى العمر منطويًا ** عام جديب وعام فيه إخصاب

غيره فلا تغرنك الدنيا بزخرفها ** فأريها إن بلاها غافل صاب

والحزم يجني أمورًا كلها شرف ** والحرص يجني أمورًا كلها عاب